علاقة زواج الأقارب بالأمراض الوراثية
وترجع أهمية هذا الموضوع الى أن زواج الأقارب مفضل فى بعض المجتمعات الشرقية وذلك لأسباب كثيرة منها الرغبة في الاحتفاظ بثروة الأسرة ، وتحتم التقاليد في بعض القبائل العربية ألا تتزوج البنت إلا ابن عمها .وفي بعض المجتمعات الشرقية تسمح بزواج الرجل من بنت أخيه أو بنت أخته كما فى بعض مناطق الهند ، إلا أن بعض المجتمعات الغربية لها نظرة مختلفة في زواج الأقارب فلا يسمح بزواج أولاد العم والعمة أو الخال والخالة .
هناك أمشاج الذكر والأنثي تحمل العوامل الوراثية من كلا الأبوين وتنقل الصفات الوراثية منهما إلى الأبناء والأحفاد. ولا يتغير النظام الوراثي في الإنسان مهما حدثت من طفرات وراثية ، فإن ذلك إن كان يغير بعض الصفات الخلقية إلا انه لا يغير مطلقا النظام الوراثي في الخلية البشرية .
والعوامل الوراثية في معظمها إما غالبة وإما متنحية .
- والعامل الوراثي الغالب : له القدرة على الظهور.
- والعامل الوراثي المتنحي : ليس له القدرة على الظهور إلا إذا أجتمع مع عامل وراثي متنح مماثل حينئذ تظهر الصفة الوراثية التي يحملانها معا .
- وتوجود العوامل الوراثية الغالبة والمتنحية التي تحمل الصفات الوراثية في الابوين ، تظهر تلك الصفات في الأبناء فمنهم من يشبه الأم أوالأب أو العم أو الخال.
وأننا إذا افترضنا وجود مرض وراثي في أحد الوالدين ينقله عامل وراثي غالب فإنه يظهر في نسبة معينة من الأبناء ولا يظهر في الآخرين أما في حالة العوامل الوراثية المتنحية فلا بد أن تكون موجودة في كل من الأب والأم معا ، ليظهر المرض فى نسبة معينة من الأبناء ولا يظهر في الآخرين ، لكن يظهر فيمن يجتمع لديهم عاملان وراثيان متنحيان ولا يظهر فيمن ينتقل اليه عامل وراثي متنح واحد ، وليست العوامل الوراثية الغالبة أو المتنحية تحمل صفات غير مرغوب فيها فحسب فقد تحمل صفات مرغوبا فيها أيضا .
إن العوامل الوراثية المتنحية تجتمع في الأقارب في الجين الأول بنسبة 1 :8 وتقل هذه النسبة في غير الأقارب وفي كلتا الحالتين نجد أن نسبة تواجد الجين المتنحي في الأقرباء ( بنت العم أو العمة والخال والخالة ) يكون ثابتا 1 :8 وهذا يبين خطورة زواج الأقارب في ظهور الأمراض الوراثية وخاصة النادرة منها فإذا استمر الزواج بالأقارب جيلا بعدجيل فإن العوامل الوراثية المتنحية تجتمع فيهم أكثر.
أما إذا كانت درجة القرابة بعيدة فإن احتمال تواجد الجينات المماثلة أقل وبالتالي يكون احتمال حدوث المرض في الذرية أقل والعكس صحيح إذا كانت درجة القرابة بين الزوجين أقرب كما في بعض المجتمعات الهندية التي تسمح بزواج الرجل من بنت أخيه أو أخته فإن احتمال تواجد الجينات المماثلة يكون أكثر. ولا ينصح كثير من علماء الوراثة بالزواج من الأقارب على اعتقاد أن زواج الأقارب ينقل الأمراض الوراثية إلى الذرية. أن زواج الأقارب يعطي الفرصة لزيادة الأمراض الوراثية في الذرية ليس قولا صحيحا في كل الأحوال قد يكون صحيحا في حالات معينة ..
وهناك بعض الحقائق الأساسية في هذا الموضوع : -
1- زيادة نسبة ظهور الأمراض الوراثية في الذرية الناتجة من العوامل الوراثية المتنحية من كلا الأبوين ليست معتمدة على زواج الأقارب في كل الأحوال ولكنها تعتمد أساسا على مدى انتشار العامل الوراثي المرضي المتنحي بين أفراد المجتمع ككل .
2- فإذا كان منتشرا بنسبة أكثر من 1 : 8 في المجتمع فإن زواج غير الاقارب لا يكون ضمانا لإنجاب أصحاء وراثيا . نفهم من ذلك أن ظهور بعض الأمراض الوراثية في زواج الأقارب وزواج غير الاقارب على سواء . واذا كانت أسرة نقية وراثيا في هذه الحالة فإن الزواج بين الأقارب في هذه الأسرة أفضل كثيرا وأكثر ضمانا من زواج غير الاقارب .
3- إن ظهور الأمراض الوراثية المتسببة من جينات متنحية في زواج الأقارب ليست بالكثرة التي يظنها البعض.
4- كثير من الأمراض الوراثية تنتقل بعامل وراثي من جانب واحد من الأب أو الأم فهي تحدث في زواج الأقارب وغير الاقارب على سواء.
5- وهناك أمراض وراثية ليس لها علاقة بزواج الأقارب مثلا الطفل المغولي وأمراض أخرى .
6- وهناك أمراض وراثية مثل مرض ( الهيموفيليا ) وعمى الألوان تحدث في الذرية ومرتبطة بالجنس بمعنى أن الأم سواء كانت قريبة للزوج أو غريبة فلا فرق تحمل المرض ولكنها لا تعاني منه وتنقله الى اولادها الذكور فيظهر عليهم المرض أما البنات فيحملن المرض ولا يظهر عليهن وتوجد مجموعة من الامراض التي تظهر نتيجة تجمع مجموعة من العوامل الوراثية مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة وتصلب الشرايين .. الخ .
7- وترتفع نسبة ظهور هذه الامراض فى الذرية الناتجة من زواج الأقارب المرضى بهذه الامراض على نسبتها في زواج الغرباء غير المرضى بها فاذا كان بالأسرة مرض وراثي ما ناتج من جينات متنحية فلا يفضل زواج الأقارب على زواج غير الاقارب في هذه الحالات أكثر أمنا.
8- لا يجوز أن ننسى أن زواج الأقارب له جوانب إيجابية : اذا كان بالأسرة عوامل وراثية مرغوبة ليست في غيرها من الأسر مثل صفات الذكاء والقوة والجمال أو طول العمر وغيرها ، حينئذ يكون زواج الأقارب أفضل من زواج غير الاقارب
1 التعليقات:
أزال المؤلف هذا التعليق.
إرسال تعليق